وتلك الأيام

فربيع أمتنا حبيـس .. لايستطيع الفـــــرار ***** نـحـيا خريف مـخيف .. ليـل مـا فـيه نـهار


كانت آمنه

السلام عليكم.........

أولا.... أود الاعتذار عن عدم الكتابه أو الرد عن التعليقات الفتره الماضيه وذلك بسبب سوء الأحوال الدراسيه وسلسله من الأعاصير الامتحانيه التي لا تبقي ولا تذر ونحمد الله أن نجانا منها على خير .....ولن أتحدث عما جرى بها لأن الظاهر إن سعد زغلول كان عنده حق لما قال ((مفيش فايده)).....


ثانيا.....وكان المفروض تبقى أولا . فأقدم التهنئه بحلول شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعلى المسلمين جميعا بالخير و اليمن والبركات وكل عام وأنتم وجميع المسلمين بخير............


ثالثا....وهو ما أريد أن أتحدث عنه ......

كنت أستمع إلى قوله تعالى :

(( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)) (112) (النحل)

وشعرت أن تلك الآيه هي تفسير واقعي ومعجز لحالنا اليوم ..........

فما تبدل حالنا من عز إلى ذل .... ومن أمن إلى خوف ...ومن شبع إلى جوع ....

إلا بصنيعنا وكفرنا بنعم الله علينا ...ولا أقصد لالكفر هنا الكفر الأصلي واليعاذ بالله ...بل إن جحود نعم الله علينا بالتفريط فيها والإستهانه بها ومحاربه الله بها يعد كفر لتلك نعم .....

فقد رزقنا الله كل مؤهلات الرياده التي لا تجتمع إلا ويكون النصر حليفها ....بداية من دين شامل لا يذر من شيء إلا ودلنا علي الصحيح فيه سواء كان هذا الشيء ...عبادات ..سياسه ...اجتماع ...اقتصاد ....وكل نواحي الحياه ....وإذ بنا نرفض تلك النعمه ونكفرها ونستبدلها ب(لادين في السياسه ولا سياسه في الدين )...

ونرفض سيطرة الدين على حياتنا ... وسيطرة الدين على حياتنا بمثابة إصلاح لها....وتخرج العبارات والمفاهيم المغلوطه المنافيه لتلك النعمه .... وينتشر الفكر العلماني ونقبله ونرحب به في بلادنا وندخله في معتقداتنا ....ولكن رغم أنف العلمانيه سيظل الدين قائدنا في حياتنا إلى أن نمر به إلى الرفعه ورضى الله تعالى....ولن تعود لنا كرامتنا وعزنا ونصرنا إلا بذلك.....

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه))


كما أنعم الله علينا بأن وهبنا ثروات عديده كفيله بأن تجعلنا أغنى دول العالم ...ولكننا كفرنا تلك هي الأخرى ..ففرطنا فيها لأعدائنا بأبخس الأثمان ... وتركنا عدونا يدخل ما شاء من أراضينا لأخذ ما شاء من ثرواتنا ..ولا حول ولا قوة إلا بالله....

ثم كفرنا نعمة أخرى ...وهي كثرة عددنا وانتشار ديننا ليبلغ آفاق الأرض ...و إذ بنا نلغي تلك الميزه العظيمه بداعي الوطنيه والقوميه ... وكل منا مسئول عن وطنه فقط ...

والوطنيه والقوميه شيء جميل ومحمود ولكن أن نتخذه مبررا لأن نخذل إخواننا المسلمين في أي بقعة أخرى إذا هاجمهم عدو هو لنا عدو قبل أن يكون لهم بداعي أنه لا يشاركوننا أرضنا ... وأن تلق قضتهم وتلك أرضهم ... ولا يبقى إلا أن نقول هذا دينهم ...وحسبي الله ونعم الوكيل .....
ولم ينكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على صحابته وطنيتهم واعتزاز كل من الأنصار والمهاجرين بانتمائاتهم إلا عندما وجد ريح التعصب وأسماه صلوات ربي وسلامه عليه بدعوى الجاهليه ... وقتل تلك الدعوه في مهدها ...وها نحن الآن بعد أثر من 1400 عام نعود لتلك الدعوة المنتنه أسئل الله أن يخلصنا منها ......

وغير ذلك من النعم التي كلما رزقنا الله واحده ... حاربناه بها ....

فيرزقنا بعمه العفاف والحجاب ...فنحاربه بالتبرج والموضه...

يرزقنا بزواج يقيم به أسرة علي كتابه وسنة نبيه ...فنحاربه بالجواز العرفي و جوازالدم والوشم وغير ذلك مما لم ينزل الله به من سلطان ....


يرزقنا ونكفر...يرزقنا ونجحد .... يرزقنا ونبارز .....

فكيف نطلب نصره ...ولا نصر لنا إلا به .... ولن ينصرنا إلا أن يرضى عنا ...............

فكان عقابنا كما في الآيه الكريمه هو الجوع والخوف ...


فنحن اليوم نستجدي عطف الدول الكبرى ... ونسئلهم المعونه ....ونسئلهم تخفيف الديون ..... وذلك بعد أن كنا في عهد سيدنا يوسف نسوق المؤن إلى جميع البلاد الأخرى ....

فاليد الأمينه لا تطرح إلا خير ...واليد اللئيمه لا تطرح إلا شر

ونحن اليوم نخاف من بني جلدتنا قبل أن نخاف من أعدائنا ...بل نخاف من أنفسنا قبل أن نخاف من غيرنا .........

نخاف أن يأتي علينا الدور لأن تحتلنا إحدى الدول.... نخاف أن يغضب علينا رئيس دوله كذا ... نخاف أن تفترسنا أنياب دولة كذا ....

فلم الخوف أمتي ولم الهوان ...والله معنا ولن يتركنا ضائعين
إلا أن نترك نحن قرآنه ...وسنة نبيه وأفعال الصالحين

خوف وجوع ...ذلة ومهانه .. أسئل الله أن يعيدنا إلى ما كنا عليه .. بأن يعيدنا إلى ما يرضيه أن نكون عليه....

وأرجو أن يكون رمضان هذا هو بدايه لنا جميعا بأن نري الله من أنفسنا خيرا ...

فعباده وبعد عن المعاصي ...
وصيام وإكثار من الحسنات ....
لنخرج من الشهر وقد غفر لنا جميعا بإذنه تعالى ..ورحمته ...

وما نصر الله عنا ببعيد .....

مشاهد




المشهد الثالث

في أحد ميادين العاصمه رأيت مشهدا غريبا فاحت منه رائحة الظلم و وعلى فوقه صوت الطغيان..

رأيت أحد ظباط الشرطه الذي كان متواجدا لتنظيم السير بالشارع وقد رأى أحد المارين من الشباب المترجلين خالف السير دون أن يعلم وإذ بهذا الشرطي يندفع نحوه لا ليدله على الطريق الصحيح بل ليدفعه دفعة كادت تسقطه أرضا ولكن المشهد لم يكتمل عند هذا الحد فهذا الشاب الذي يشعر بكرامته ويعلم أنه إنسان له كرامه وله حقوق كما عليه واجبات إذ به يندفع تجاه الشرطي ليتشاجر معه ليرد جزءا من كرامته المبعثره ودارت المشاجره بينهم كفردين عاديين وتجمع الناس للتفرقه بينهم .........

كان هذا هو المشهد ..والذي دار معه في ذهني مشهدين آخرين كثيرا ما نراهما في الأعمال السينمائيه ...

أولهما:مشهد هذا الطاغيه الذي يركب فرسه ويمسك سوطه ليضرب به عبيده تحت حوافر فرسه لينفذوا أوامره أو ليرضي غروره..
والثاني:مشهد السجناء الذين يثورون على قائد السجن بعد أن فاض بهم كيل الظلم والطغيان وينسون فرق السلطه بينهم وبينه ليستردوا كرامتهم أو تعبيرا عن غضبهم ....

كما تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم « اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه. ومن ولى من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم فأرفق به » رواه مسلم...

وتذكرت قول الشاعر ...
ألا لا يجهلن أحد علينا ..........فنجهل فوق جهل الجاهلين

دار كل هذا في خاطري وقتها .. وأحسست مرارة أن يفقد أحد كرامته أو أن يشعر إنسان بالظلم وعرفت سر جعل الله سبحانه وتعالى دعوة المظلوم مجابه..........

" ثلاثة لا يَرُدُّ الله دعاءَهم: الذاكر الله كثيراً، ودعوة المظلوم، والإمام المُقْسِط[أي العادل]"

. اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا؛ فإنه ليس دونها حجاب".

"اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تحمل على الغمام، يقول الله جل جلاله: وعزتي و جلالي لأنصُرنك ولو بعد حين"

لا أدري ..من تدعوه سلطته لظلم الناس ..ألا يتذكر تلك الأحاديث ..ألا يتذكر قدرة الله عليه .. ألا يوزعه وازع الرحمه .. ألا يرده صوت الضمير..

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا.....فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه......يدعو عليك وعين الله لا تنم


وتلك دعوة للجميع بأن يجعل تصرفه وتعامله مع الناس منبثقا من التسامح والرحمه بعيدا عن الغطرسه واستغلال المراكز والسلطات .....


فإن الله سبحانه وتعالى ينصر الدوله العادله ولو كانت كافره ويخزل الدوله الظالمه وإن كانت مؤمنه.....


فالعدل أساس الملك....فكيف ننتصر ونحن نظلم بعضنا بعضا أفرادا وشعوب فضلا عن الظلم الآخر......


هذا وإن الكبر والتكبر ذنب عظيم أوعد الله مرتكبهما الوعيد الأليم...


.عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته ) ، و ( ألقيته في جهنم ) ، و ( أدخلته جهنم ) ، و ( ألقيته في النار )

قال سبحانه :{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف 146) ،


وقال سبحانه :{إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }( غافر 60) ،


وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .



وكيف يتكبر الإنسان وهو يعرف بدايته ونهايته ...لابد أنه غافل عنهما حتى يتكبر ..وكيف يتكبر من يعرف أنه من خلق الله ...يحيا وروحه بيد الله ...يموت ويرد إلى الله...أي أنه لا يملك من أمر نفسه شيء ..فلم التكبر إذن؟!!..........






مر بعض أولاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته , فقال له مالك : يا بني لو تركت هذا الخيلاء لكان أجمل , فقال أوما تعرفني ؟ قال : أعرفك معرفة جيدة , أولك نطفة مذرة , وآخرك جيفة قذرة , وأنت بين ذلك تحمل العذرة .



فأرخى الفتى رأسه وكف عما كان عليه .



وقال الأحنف : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر .



هدانا الله جميعا إلى الخير والتواضع والعدل وجعلنا أمة متحابه فيه يخاف أفرادها على بعضهم البعض لا كبر فيها لا بغضاء لا تجني....آمين



..........................................................................................................................................................................



المشهد الرابع



كثيرا ما نمر بأطفال مجتمعه.... يلعبون ...يضحكون ...ألعابهم جميله ..تحب أن تقف تشاهدها ..بل تتمنى لو يرجع بك العمر لتلعب معهم ..وأحيانا أخرى تنسى فرق العمر وتلعب معهم كأنك منهم......



هذ هو المشهد الطبيعي الذي نراه ولا نعلق عليه ......



ولكن أن أرى أطفالا مجتمعه لم تتجاوز أعمارهم أعوام الدراسه الأولى... ..يتشاورون ماذا يلعبون ....وتكون المفاجئه أن يقترح أحدهم الذهاب إلى أحد الشوارع القريبه للتشاجر مع مجموعه أخرى من الأطفال ( أطفال إيه بأه)...ويكون الرد من آخر لأ الشارع ده ممكن ننضرب فيه....!!!!!!!!!



وهنا علمت إلى أي مستوى وصلت التربيه عندنا...وعند أي مستوى سيكون الجيل القادم إن لم نشعر بالخطر...وأي خطر..... إن جيلا إن جيلا لو تربى على تلك الأعمال لا يرجى منه أي إصلاح........



وهنا لا أتهم الجيل كله ولكن جزء كبير منه كذلك ........



أين أمهات هؤلاء .....على صبروا على آلام الوضع والحمل ليرموا ثمرة جهدهم هكذا فريسة لأفكار الإعلام وأفكار المنحرفين من أصحاب أبنائهم...............وفيم يشتغلون إن لم يشتغلوا بأبنائهم..........بل بالجيل القادم من أمتهم ............إننا اليوم في حاجة لمن تربي لنا صلاح دين جديد ليضرب على أيدي المعتدين لا أيدي أبناء جلدته ......... ثم كيف يخرج جيلا يحب بعضه وقد تربى على المشاجره وضرب القوي للضعيف..........



ليت الأمر يقف على هذا الحد ...بل إن مانسمعه من ألفاظ وما نراه من أفكار تعدت أن تكون من أفكار الصغار ليدل على أننا نواجه مشكلة حقيقية في التربيه .......ساعد فيها الإعلام والمجتمع والعامل الرئيسي هو الأم لأنها هي التي توجه أبنائها لتلك التيارات أو تمنعها عنهم .......

وصدق من قال إن الأم هي من تربي لا من تنجب.............



وإن مما علينا فعله أن نخلص نيتنا لأن نربي أبنائنا تربية ترضي الله ورسوله ....جيلا نرجوا منه أن يقوم بالأمه لا أن يقعد بها ويزيد تأخرها....



وذلك أولا باختيار الزوجه التي نرجوا منها ذلك ..لأن الأم كما قلت هي أساس التربيه ...........ولا أنفي دور الأب في ذلك ..........



وأدعوا الله أن يجعلنا جيلا يرفع راية أمته ....وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا



آمين



ولا أنسى أن أشيد بأمهات فلسطين اللواتي يقدمن أبنائهن للشهادة بقلب الصابره ونية المحتسبه وأسئل الله أن يجمعهن بأبنائهن في الجنه...............



و لا أنسى الدعاء لأمي فلقد نجحت كل النجاح في تربيتي وإخوتي و أشهد الله على ذلك ........
.......................................................................................................................................................................